كيف تكون التوبة إلى الله

خلق الله عز وجل الإنسان ليعبده؛ حيث قال سبحانه:" مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"، وتكون العبادة بطاعة الله تعالى وإقامة حدوده وصلواته الخمسة، وتقديم الزكاة والصدقات للفقراء، وأن يُحب كل مسلم لأخيه ما يُحب لنفسه، ولكن النفس البشرية أمّارة بالسوء وبالتمرّد، لذلك تعصي الخالق وتُغضبه فتتبع الشهوات المحرّمة وتكفر به.

قد يشعر الإنسان بأخطائه بعد فترةٍ من الزمن، فيرجع لله تعالى ويُعلن توبته ليتقبّلها الخالق فهو غفور رحيم، وتبقى المشكلة التي يُعاني منها الإنسان الذي ينوي التوبة أنه لا يعرف كيف يتوب، وكيف تكون التوبة، لذلك سنقدّم في هذا المقال مجموعةً من طرق التوبة لله عزّ وجل.

• الطهارة: يجب على الإنسان أن يتطهّر جسدياً وذلك بالاغتسال بالماء، وأن يُطهر قلبه ويُصفي نيته بأن يَعد نفسه بأن لا يعصي الخالق ولا يُقدم على ما هو محرم طوال فترة حياته.
• عقد النية خالصةً لله تعالى بالتوبة، فلا يكون سبب توبته هو خوف من طائفة من الناس أو لاستخدامها في خداع الأشخاص.
• الدعاء المستمر لله عز وجل بتقبل التوبة، ومن أكثر الأدعية التي يُحبّب ترديدها باستمرار: "اللهم أنت ربي وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".
• الإكثار من الاستغفار: وذلك بترديد عبارة: "استغفر الله العظيم وأتوب إليه"؛ فالاستغفار فاتح لأبواب رحمة الخالق، وفاتح لزيادة الرزق والراحة النفسية.
• أداء الطاعات كاملةً والالتفاف حول حدود الله تعالى، فيجب إقامة الصلاة وتأديتها في أوقاتها، الصوم، وإخراج الزكاة والصدقات، والابتعاد عن الشهوات والمحرّمات كالخمر، وأيضاً نشر الحب والاحترام بين المسلمين وعدم التكبّر أو الاستهزاء بأحدهم.

• الرجوع لمعصية الخالق، وعدم المبالاة في ذلك؛ فكثيرٌ من الأشخاص يلتزمون بالدين ومن ثم لا يلتزمون، وتارةً أخرى يعودون للالتزام بالدين وتارةً على عكس ذلك، وتسير حياتهم على ذلك النحو، ولا يعلمون أنّ ذلك يُغضب الخالق.
• التوبة لوقت مُحدّد لتيسير أمر دنيوي؛ كالزواج بامرأة ملتزمة، أو عند الوقوع في مصيبة فقط، أو بسبب اتّباع ملة معينة مقابل المال، وغيرها من أسباب دنيوية لا قيمة لها.
• التوبة عند اقتراب الموت؛ فكثيرٌ من الأشخاص يعصون الله ويقومون بما يُغضبه، وعندما يُصيبهم مرض خطير يدلّ على اقتراب أجلهم يتوبون، كما أن هنالك فئة تقترب وتتوب إلى الله عندما تتقدّم في العمر وتكون النية مسبقة لذلك.